أسباب احمرار العين وعلاجها

احمرار العين وأسبابه الشائعة

يعد احمرار العين من المشكلات الصحية التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وهو عرض يظهر بشكل مفاجئ أو تدريجي ويصاحبه تغير في لون العين ليصبح أحمر أو ورديًا. يُعتبر الاحمرار من الأعراض التي قد ترافق العديد من الحالات المرضية، بعضها بسيط يمكن معالجته بسهولة، بينما قد يكون مؤشرًا على مشكلات صحية أكثر تعقيدًا تتطلب علاجًا متخصصًا. سنستعرض في هذا المقال الأسباب الشائعة لاحمرار العين وكيفية التمييز بينها، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج.

1. الأوعية الدموية الملتهبة (التهاب الأوعية الدموية)

من الأسباب الأكثر شيوعًا لاحمرار العين هي التهابات الأوعية الدموية الدقيقة التي توجد في سطح العين. هذه الأوعية، التي تسمى الأوعية الدموية تحت الملتحمة، يمكن أن تنتفخ أو تتورم نتيجة للعديد من العوامل البيئية أو الصحية.

التهاب الملتحمة

يُعتبر التهاب الملتحمة (المعروف أيضًا بالعين الوردية) من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى احمرار العين. الملتحمة هي الغشاء الرقيق الذي يغطي الجزء الأمامي من العين (باستثناء القرنية) والجزء الداخلي من الجفن. عند إصابة هذا الغشاء بالالتهاب، يتورم ويؤدي إلى ظهور الأوعية الدموية بوضوح على سطح العين، مما يجعل العين تبدو حمراء. يمكن أن يكون التهاب الملتحمة ناتجًا عن عدة عوامل، منها:

• العدوى الفيروسية: وهي الأكثر شيوعًا وتنتشر بسهولة من شخص لآخر.

• العدوى البكتيرية: تؤدي أيضًا إلى التورم واحمرار العين.

• التهيج الناتج عن المواد الكيميائية أو الملوثات: مثل الدخان، الغبار، أو المواد العطرية.

التهاب الجفن

التهاب الجفن هو حالة تحدث عندما تلتهب الحافة الخارجية للجفن، مما يسبب التورم والاحمرار. هذه الحالة قد ترافقها أعراض مثل الحكة، إفرازات دهنية، أو حتى ظهور قشور على الجفن.

2. الجفاف

من الأسباب الأخرى للاحمرار، هو جفاف العين الذي يحدث عندما لا يتم إفراز كميات كافية من الدموع لترطيب سطح العين. يحدث الجفاف عادةً بسبب عوامل مثل:

• الهواء الجاف: الذي يسبب تبخر الدموع بسرعة.

• استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة: يؤدي إلى تقليل عدد المرات التي يرمش فيها الشخص، ما يؤدي إلى جفاف العين.

• استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة: يمكن أن تسهم العدسات اللاصقة في امتصاص الرطوبة من العين، مما يؤدي إلى جفاف العين واحمرارها.

جفاف العين الحاد

في الحالات الحادة، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى احمرار دائم في العين ويصاحبه شعور بالحرق أو الوخز.

3. الحساسية

تُعتبر الحساسية من العوامل المؤثرة بشكل كبير على العين، حيث يمكن أن تتسبب في تهيج العين واحمرارها. تنتج الحساسية عن رد فعل جهاز المناعة تجاه مواد معينة مثل حبوب اللقاح، الغبار، وبر الحيوانات الأليفة، أو بعض الأطعمة أو الأدوية. في هذه الحالة، يشعر الشخص بحكة وتهيج في العين، بالإضافة إلى الاحمرار. تتفاوت شدة الحساسية بين الأشخاص وقد تحتاج إلى علاج طويل الأمد في بعض الحالات.

4. العدوى الفطرية والبكتيرية

يعد التهاب العين نتيجة لعدوى فطرية أو بكتيرية من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى احمرار العين. تتسبب هذه العدوى في التورم والألم، وقد يصاحبها إفرازات قيحية (صفراء أو خضراء). تشمل أبرز العدوى التي يمكن أن تسبب احمرار العين:

• التهاب القرنية: يحدث عندما تصاب القرنية، وهي الطبقة الشفافة التي تغطي العين، بالتهاب. يمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية.

• التهاب العين البكتيري: قد يحدث نتيجة للبكتيريا التي تدخل العين بسبب خدش أو التهاب.

5. الإجهاد والإرهاق

الإجهاد المفرط أو الإرهاق يمكن أن يكون سببًا آخر لاحمرار العين، إذ يؤثر ذلك على الدورة الدموية في منطقة العين. عندما يتعرض الشخص للإجهاد المستمر أو فترات طويلة من العمل بدون راحة، تتوسع الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى الاحمرار. قد يحدث هذا بشكل شائع بعد فترات طويلة من التحديق في الشاشات الإلكترونية أو قيادة السيارة لفترات طويلة.

6. العدوى الفيروسية

بعض الفيروسات يمكن أن تسبب التهابًا في العين، مثل فيروس الهربس البسيط أو الفيروسات التي تؤدي إلى نزلات البرد. في هذه الحالة، يُصاب الشخص باحمرار العين مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدموع، الحكة، وتورم الجفن.

7. إصابات العين

إصابات العين، مثل الخدوش أو دخول أجسام غريبة إلى العين، يمكن أن تؤدي إلى احمرار شديد مصحوبًا بألم. إذا كانت الإصابة خطيرة، فقد يتطلب الأمر استشارة طبية عاجلة لتجنب المزيد من الضرر للعين.

8. المشاكل المتعلقة بالعين مثل المياه البيضاء أو الزرقاء

في بعض الحالات، قد يكون الاحمرار ناتجًا عن أمراض أكثر تعقيدًا مثل المياه البيضاء (الكتاراكت) أو الزرق (الجلوكوما). قد لا تكون هذه الحالات دائمًا مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم، ولكنها قد تؤدي إلى تغيرات في لون العين أو الشعور بعدم الراحة.

9. التعرض للمهيجات البيئية

• الدخان: سواء كان من السجائر أو أي مصادر أخرى، يمكن أن يسبب الدخان تهيجًا في العين يؤدي إلى الاحمرار.

• الملوثات: مثل العوادم أو الأبخرة الكيميائية قد تتسبب أيضًا في تهيج العين وتحفيز الأوعية الدموية.

• التعرض للأشعة الضارة: مثل أشعة الشمس المباشرة أو الأشعة الزرقاء من الشاشات.

10. أسباب أخرى

بالإضافة إلى الأسباب المذكورة أعلاه، هناك بعض العوامل التي قد تساهم في احمرار العين، مثل:

• التغيرات الهرمونية: التي قد تحدث أثناء الحمل أو بسبب تناول بعض الأدوية.

• الحالات المناعية: مثل أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على العين.

• بعض الأدوية: مثل أدوية علاج حب الشباب التي تحتوي على مركبات قد تساهم في تهيج العين.

الوقاية والعلاج

إن الوقاية من احمرار العين تعتمد بشكل كبير على معرفة السبب الأساسي للمشكلة. بعض الإجراءات الوقائية تشمل:

• استخدام نظارات شمسية لحماية العين من الأشعة الضارة.

• تجنب التعرض للمواد المهيجة مثل دخان السجائر أو العطور.

• استخدام مرطبات العين في حال كان الشخص يعاني من جفاف العين.

• الراحة المناسبة والابتعاد عن الشاشات لفترات طويلة.

أما في حالة كان الاحمرار ناتجًا عن حالة مرضية، فيجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب. قد يتطلب العلاج استخدام أدوية مضادة للبكتيريا أو الفيروسات، قطرات مرطبة للعين، أو حتى جراحة في بعض الحالات المعقدة مثل المياه البيضاء أو الزرق.

الخاتمة

إن احمرار العين يعد من الأعراض الشائعة التي قد تكون ناتجة عن مجموعة واسعة من الأسباب التي تتراوح من الحالات البسيطة إلى أكثر الحالات تعقيدًا. بغض النظر عن السبب، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يعدان عاملين رئيسيين في تجنب تفاقم المشكلة والحفاظ على صحة العين.